الأربعاء، 29 أبريل 2015

اكتشفي شريك حياتك من جديد

كل انسان يتمتع بصفات وسمات معينة تصبح (طبيعة) خاصة له ، وعلى الرغم من أن هذه ( الطبيعة ) تبقى ملازمة للإنسان مدى حياته (كما هو متعارف عليه ) إلا أنها قد تتغير أحيانا تحت وطأة الظروف

وبالرغم من أن طبيعة الانسان لا تتغير بسهولة إلا أن نظرته وردود أفعاله تِجاه الأحداث بشكل عام تتغير أو تختلف من وقت إلى آخر حسب الظرف والمكان والزمان ، كمثال على ذلك :





عودي قليلاً إلى الوراء، إلى ما قبل الزواج... ستجدين أنك كنت تتمتعين بشخصية مختلفة عما هي عليه اليوم
كانت لديك طبيعتك التي تحمل معتقداتك وأفكارك الخاصة بشأن الحب والعلاقة الزوجية والرومانسية أيضاً
كل هذه الافكار والمعتقدات وتحت وطأة الظروف حصل بها تغيير، ربما تطورت، أو ربما انحدرت، لكنها لازالت موجودة داخلك في العمق

دام أنها موجودة فما الذي تغيّر ؟؟

ما تغيّر هو نظرتك إلى تلك الأفكار أو المعتقدات، فربما أنك تنظرين لها الآن ببرود أو بعدم أهمية عما كانت عليه من قبل ، ربما تعتقدين الآن أنها كانت أفكار ساذجة، أو خيالية، أو بريئة، أو جميلة، أو أياً كان ما تفكرين به

ولكن ما هو أكيد أنها كانت في ذلك الوقت تبدو أفكاراً جذابة بالنسبة إليك، وحقيقية جداً
وكانت تعبر عن الأنثى الصغيرة التي كانت تسكنك بصرف النظر عن كون هذه المعتقدات قليلة الخبرة أو بسيطة الفكر، كبساطة صاحبتها ذات الشخصية الخام التي لم تختبر الحياة، الفتاة الطيبة المتفائلة بالحب ......


زوجك مثلك في المقابل ... !!


رجل له أفكاره الخاصة بشأن الحياة الزوجية، كان اعتقاده فيما مضى أنها علاقة رومانسية حالمة  مع امرأة ساحرة جذّابة سيبقى مغرماً بها مدى الحياة
ولعله اعتقد أيضا في ذلك الوقت، بشخصية الرجل القوي الشجاع الذي يبهر حبيبته بشجاعته واقدامه على إرضائها أياً كانت التضحيات ، كان يعتقد أنه سيبقى مثيراً لإعجاب حبيبته ....
ومهما كانت الظروف .... سيبقى ذلك الفارس القادم على الحصان الأبيض لينقذ الأميرة ...!!

هذا الشاب الذي حلم بالحب والرومانسية وبالشجاعة والقوة، لازال يقيم خلف ذلك الوجه البارد لزوجك، لا زال يقيم خلف مظهره المتجهم، إنه موجود في أعماقه... أغلق عليه الباب وركنه هناك .... في العمق ...!!!

ربما لأنه اكتشف أن الحياة الزوجية ليس حالمة بل واقعية إلى حد جارح، ومؤلمة إلى حد لا يقبل أحلام الحب ....

ليس بالضرورة أن يكون اعتقاده الآن صحيح مئة بالمئة إلا أن الظروف والزمان جعله ينظر للمشاعر نفسها نظرة جديدة .

عزيزتي ...

في داخل كل رجل مهما بلغ حجم قسوته أو تبلده، يقيم شخص نبيل، ذلك النبيل لازال في الداخل ينتظر من يحركه ويستفز حضوره، وزوجك في أعماقه رجل حساس، جميل ونبيل، ينتظر من يستفز حضوره ليعبر عن الجمال بداخله

هذا لاينفي وجود عيوبٌ به .....
ولكن تستطيعين تجاهل عيوبه حتى تستطيعين رؤية هذه الإيجابيات ....

الآن ..... أعيدي اكتشاف زوجك من جديد وكأنك تزوجته اليوم
أعيدي رسم صورة جديدة له في ذهنك
ارسمي في ذهنك بعض الصفات التي تريدين أن يتصف بها، صفات الرجل النبيل الذي ترغبين أن يكون عليه
تخيليه دائماً يتصرف بالشكل اللائق والجميل الذي ترغبين به .

وساعديه في الواقع على أن يُظهر ايجابياته، ساعديه على أن يتصرف بالشكل الصحيح، ذلك الرجل النبيل الحساس يمكنه أن يظهر إلى حيز الوجود
ويمكنه أن يعيش معك على أرض الواقع بقليل من الصبر والتخطيط والإيمان بأنك ستنجحين .

مع تمنياتي لك بسعادة لا تنتهي .... بجانب من تحبين


ليندا الحكيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق